في ظل التساؤلات المتزايدة حول إمامة المرأة في الصلاة، أوضح رجب الناغي، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الحكم الشرعي في هذه المسألة يختلف بناءً على من تؤمّهم المرأة وذكر الناغي خلال حديثه في برنامج “قضايا المسلمين حول العالم” الذي تبثه قناة “الناس”، أن الفقهاء اتفقوا على أن إمامة المرأة للرجال غير جائزة، مستندين في ذلك إلى أن الله جعل الرجال قوامين على النساء، وبالتالي لا يجوز أن تؤم المرأة الرجال في الصلاة بأي حال من الأحوال
وفيما يتعلق بإمامة المرأة للنساء، أكد الناغي أن العديد من الفقهاء أجازوها بل واستحبها بعضهم، مستدلين بما رُوي عن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، بالإضافة إلى أقوال عطاء والثوري والأوزاعي والشافعي وغيرهم من علماء الأمة كما أشار إلى أن على المرأة التي تؤم النساء أن تقف وسط الصف الأول وليس في مقدمة الصف كما يفعل الإمام الرجل، مستشهدًا بما ورد عن ابن جريج ومجاهد وعطاء، بالإضافة إلى حديث حجيرة بنت حصين التي روت أن أم سلمة أمّت النساء في صلاة العصر ووقفت بينهن
وشدد الناغي على أهمية الرجوع إلى أهل العلم في مثل هذه المسائل لضمان صحة العبادات، مبينًا أن الأحكام الفقهية يجب أن تُؤخذ من مصادرها الصحيحة بعيدًا عن الاجتهادات غير المعتبرة، وذلك للحفاظ على سلامة الممارسات الدينية وموافقتها للشرع
وختامًا، أكد الناغي أن فهم الفقه الإسلامي يتطلب التزامًا بالمصادر الموثوقة والابتعاد عن التفسيرات الشخصية التي قد تؤدي إلى الفتاوى المغلوطة، مما يعزز أهمية التوعية الدينية الصحيحة في المجتمع المسلم