أكد الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن الجن بطبيعته خُلق ليكون شريرًا، مستشهدًا بما ورد في النصوص الدينية عن عصيان إبليس ورفضه الامتثال لأمر الله في السجود لآدم. وأوضح، خلال حديثه ببرنامج “نور الدين والدنيا” الذي يُعرض على القناة الأولى، أن هناك نسبة من الجن تُعد صالحة، إلا أن الغالبية العظمى منه ليست من الصالحين.
وأشار إلى أن الجن الصالح لا يمكنه الاتصال بالبشر، على عكس الجن المفسد الذي يُمكن أن يوسوس للإنسان، وهو ما وصفه القرآن الكريم بـ”الوسواس الخناس”. وأكد أن كيد الشيطان ضعيف، موضحًا أن الإنسان يمكنه التغلب على وساوسه بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم، لافتًا إلى أن كافة الأديان السماوية تعترف بوجود الجن.
وفيما يتعلق بالربط بين الأمراض النفسية وسيطرة الجن، أوضح جمعة أن بعض الناس يلجؤون إلى القول بأن المرضى النفسيين “ملبوسون”، معتبرًا ذلك تفسيرًا خاطئًا ومجرد هروب من مواجهة الأسباب العلمية والواقعية. وصرح بأن الجن قد يكون له تأثير، لكنه تأثير محدود وضعيف ولا يستمر لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن الاعتقاد بوجود تسلط الجن على شخص لمدة طويلة مثل “30 عامًا” ما هو إلا جزء من “العقلية الخرافية” التي تتخذ من الغيب وسيلة لتبرير الأخطاء والقصور.
وعن طريقة التعامل مع من يدعون أنهم ملبوسون بالجن، أوصى الدكتور علي جمعة بقراءة سورتي المعوذتين عليهم، موضحًا أنه إذا استمر الشخص في الإصرار على هذا الادعاء، فإن النصيحة الأنسب له هي التوجه إلى طبيب نفسي. وشدد على ضرورة مواجهة مثل هذه الاعتقادات الوهمية بالعلم والعقل، وعدم الاستسلام للأفكار التي تُغرق الناس في دوامات الخرافات والمجهول.