يعيش النجم المصري محمد صلاح فترة مليئة بالترقب والغموض بشأن مستقبله مع نادي ليفربول الإنجليزي، إذ يقترب عقده الحالي من نهايته دون أن يتم التوصل إلى اتفاق جديد مع إدارة النادي. ومع تزايد التكهنات حول مستقبله، تثار العديد من التساؤلات حول وجهته القادمة، وسط حالة من الترقب من جماهير “الريدز” ومتابعي كرة القدم العالمية.
محمد صلاح.. محرك إنجازات ليفربول
منذ انضمامه إلى ليفربول في صيف 2017، أصبح محمد صلاح واحدًا من اللاعبين الأكثر تأثيرًا في صفوف الفريق على مر تاريخه الحديث. لعب النجم المصري دورًا كبيرًا في عودة الفريق إلى منصات التتويج الأوروبية والمحلية، حيث سجل 243 هدفًا وصنع 110 تمريرات حاسمة في 393 مباراة، ليقود ليفربول لتحقيق ألقاب بارزة مثل الدوري الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. تلك الإنجازات جعلت من صلاح أيقونة عالمية ناجحة ومحبوبة في عالم كرة القدم.
صلاح لم يكن الخيار الأول لكلوب
في خطوة قد تفاجئ جماهير ليفربول، كُشف مؤخرًا أن ضم محمد صلاح لم يكن أولوية للمدير الفني يورجن كلوب عندما تولى قيادة الفريق. فقد أراد كلوب في البداية التوقيع مع الألماني جوليان براندت، لاعب باير ليفركوزن آنذاك، وفضّل اختياره استنادًا إلى تجربته السابقة في الدوري الألماني. ولكن رؤية قسم التحليل والإحصاءات في النادي قلبت الموازين وأثبتت أن صلاح يمتلك المقومات التي يحتاجها “الريدز” لتحقيق تطلعاتهم على المدى البعيد.
تحليل البيانات يغير مسار الصفقة
رغم أن التوجه الأول من كلوب كان نحو براندت، كانت تحليلات قسم البيانات في ليفربول تفيد بعكس ذلك تمامًا. إذ كشفت الإحصائيات أداء صلاح المبهر في الدوري الإيطالي مع روما، مؤكدين أن اللاعب كان أفضل جناح هجومي شاب في أوروبا في ذلك الوقت. تلك التقارير أوضحت قدرة صلاح الفائقة على تسجيل الأهداف وصناعتها، وهو ما كان يناسب احتياجات ليفربول من الناحية التكتيكية.
كما أن وضع نادي روما المالي في ذلك الوقت ساعد في إتمام الصفقة بسعر معقول للغاية، حيث تكلفت 34 مليون جنيه إسترليني فقط. وأشاد إيان جراهام، المدير السابق لقسم التحليل في النادي، بموقف كلوب الذي قال إنه كان منفتحًا بالكامل للاستماع إلى آراء القسم، مضيفًا: “لقد قلنا له دعنا نريك لماذا محمد صلاح هو الخيار المثالي”. وفي النهاية، كان قرار الموافقة على التوقيع معه لحظة فارقة في رحلة ليفربول.
صفقة غيّرت تاريخ ليفربول الحديث
انضمام محمد صلاح إلى ليفربول مثّل تحولًا جذريًا لمسار الفريق الإنجليزي، حيث أصبح المصري ركيزة أساسية في قوة هجوم “الريدز”. ومع التألق المستمر الذي يقدمه صلاح على أرض الملعب، يمكن القول إن تحليل البيانات والرؤية الفنية شكّلت معًا القرار الأكثر حكمة في تعزيز صفوف ليفربول.
في ظل حالة الغموض التي تكتنف مستقبله مع الفريق، تتوجه جميع الأنظار نحو ما سيحدث في الأشهر القادمة، وما إذا كان صلاح سيواصل كتابة تاريخه المشرق في “الأنفيلد” أم أن الأبواب ستُفتح لمرحلة جديدة في مسيرته المتألقة.