شهدت ليلة الخامس من أبريل 2023 في ملعب “كامب نو” حدثًا سيظل خالدًا في تاريخ كرة القدم الإسبانية، حيث أبدع النجم الفرنسي كريم بنزيما في قيادة فريقه ريال مدريد إلى الفوز على غريمه التقليدي برشلونة برباعية نظيفة ضمن إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا. تميز تلك المباراة لم يكن فقط في النتيجة الكبيرة، بل أيضًا في استعراض مهارات بنزيما الذي وثّق اسمه بحروف ذهبية في تاريخ الكلاسيكو، ليمنح الملكي تأهلًا مستحقًا إلى النهائي.
الكلاسيكو: رد اعتبار وتألق ملكي
دخل ريال مدريد المباراة تحت ضغط الهزيمة في لقاء الذهاب بهدف نظيف وخسارته في ثلاث مواجهات كلاسيكو متتالية. ومع انطلاق الشوط الأول، كان برشلونة هو الطرف الأكثر سيطرة حيث سعى لاستغلال تفوقه المبكر. ولكن في الدقيقة الأخيرة من هذا الشوط، استطاع البرازيلي فينيسيوس جونيور تسجيل هدف ريال مدريد الأول بعد هجمة مرتدة مذهلة بالتنسيق مع كريم بنزيما، معلنًا العودة إلى المنافسة.
مع بداية الشوط الثاني، تحول مسار المباراة بالكامل لصالح الفريق الملكي. استغل كريم بنزيما تمريرة ساحرة من لوكا مودريتش في الدقيقة 50 ليُسجل الهدف الثاني ويضع فريقه في المقدمة. أداء ريال مدريد تصاعد مع مزيد من الثقة، واستمر بنزيما في سرقة الأضواء.
بنزيما يسجل هاتريك تاريخي
في الدقيقة 58، حصل ريال مدريد على ركلة جزاء نتيجة تدخل قوي على فينيسيوس. النجم الفرنسي، الذي يُلقب بـ”الحكومة”، تولى التنفيذ بثقة وأودع الكرة في الشباك، ليزيد الضغط على خصمه التقليدي. ولم يتوقف بنزيما هنا، ففي الدقيقة 80 تميز مرة أخرى حيث سجل هدفه الثالث بعد هجمة مرتدة رائعة بدأها فينيسيوس، ليصبح أول لاعب يسجل هاتريك في ملعب “كامب نو” منذ أكثر من ستة عقود.
هذا الانتصار لم يكن فقط تأهلًا مستحقًا للنهائي، بل كان إعلانًا قويًا عن استمرار ريال مدريد كأحد الفرق القادرة على تحقيق الإنجازات الكبرى، بفضل تألق لاعبيه وقيادة بنزيما، الذي تألق للمرة الثانية خلال أسبوع بعد هاتريك آخر في مباراة ضد بلد الوليد.
ريال مدريد يضيف لقبًا جديدًا إلى خزائنه
ريال مدريد تابع مسيرته نحو منصات التتويج بعد هذا الانتصار المثير، حيث تمكن لاحقًا من حسم لقب كأس الملك بالفوز في النهائي على أوساسونا بنتيجة 2-1. البرازيلي رودريجو تألق في تلك المباراة محرزًا هدفي فريقه ليضمن التتويج باللقب للمرة العشرين في تاريخ النادي.
مع كل نجاح جديد يحققه الفريق الملكي، يثبت ريال مدريد مرة أخرى أنه فريق يمتلك مقومات الوصول إلى القمة والبقاء فيها، بفضل نجومه الذين لا يتوقفون عن إبهار جموع عشاق كرة القدم حول العالم. هذه المواجهات تبقى حكايات خالدة في قصة الكلاسيكو الإسباني، التي لا تنتهي متعتها وإثارتها.