مع احتدام المنافسات في الدوريات الأوروبية البعيدة عن الأضواء العالمية، يبدو أن هذا الموسم يحمل إثارة وتشويقاً غير معتادين. فالسباق نحو تحقيق الألقاب وبلوغ المجد الأوروبي لم يقتصر فقط على الدوريات الخمس الكبرى، بل امتد ليشمل مسابقات محلية مثل الدوري التركي والبرتغالي والهولندي، حيث تعيش فرقها وجماهيرها لحظات مصيرية قد ترسم ملامح مستقبل أنديتهم.
الدوري التركي: عودة فناربخشة إلى دائرة الضوء
تحت قيادة المدرب البرتغالي المميز جوزيه مورينيو الذي تم تعيينه الصيف الماضي، يواصل فريق فناربخشة سعيه لتحقيق لقب الدوري التركي لأول مرة منذ عام 2014. هدف الفريق يتجاوز مجرد حصد البطولة، فهو يسعى أيضًا للعودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب استمر 17 موسماً.
ومع اقتراب الموسم من نهايته، يحتل فناربخشة المركز الثاني في الترتيب خلف غريمه التقليدي جالطة سراي بفارق 6 نقاط، وتعرض الفريق لعدة صدمات خلال الموسم، من بينها خسارتان أمام بشكتاش وجالطة سراي. رغم ذلك، يحتفظ الأمل بالمنافسة حتى الجولة الأخيرة التي ستقام في الأول من يونيو، في موسم يعتبر حاسماً لطموحات النادي سواء محلياً أو قارياً.
البرتغال: تألق سبورتنج لشبونة في موسم مليء بالتحديات
لم يكن المشوار سهلاً لسبورتنج لشبونة في الحفاظ على لقبه المحلي وسط تغيير ثلاثة مدربين خلال الموسم. لكن النجم السويدي فيكتور جيوكيريس كان كلمة السر في نجاح الفريق، حيث سجل 30 هدفاً هذا الموسم، منها ستة أهداف في دوري أبطال أوروبا، متفوقاً على أسماء لامعة مثل محمد صلاح.
تحملت الجماهير انطلاقة مضطربة، لكن التعاقد مع المدرب روي بورجيس في ديسمبر الماضي جاء ليثبت صحته سريعاً، حيث واصل الفريق سلسلة مبارياته دون هزائم منذ الفوز على بنفيكا نهاية العام الماضي. مع اقتراب موعد المواجهة الحاسمة ضد بنفيكا في مايو، يحتدم الصراع على صدارة الدوري، خاصة أن الفائز بالنقاط في نهاية المطاف سيكون الوحيد الذي يضمن مقعدًا مباشراً في دوري أبطال أوروبا.
هولندا: موسم مليء بالعواصف لأياكس
مر أياكس أمستردام بموسم يعتبره الكثيرون كارثياً، حيث فشل الفريق في الفوز بأي لقب واكتفى بالمركز الخامس بفارق كبير بلغ 35 نقطة خلف آيندهوفن المتصدر. مع ذلك، جاء المدرب الإيطالي فاريولي ليعيد الأمل لجماهير الفريق، فالنادي شهد تطوراً واضحاً تحت قيادته، وحقق انتصارات مثيرة، كان أبرزها التفوق على آيندهوفن 2-0، ما زاد حماسة الجماهير التي رفعت شعاره: “لا تقلق أبداً بشأن أي شيء”.
مع اقتراب ختام موسم الدوري الهولندي، تتبقى سبع جولات على النهاية، ويبدو أن أجواء المنافسة تزداد إثارة، خصوصًا أن الصراع يتجاوز مجرد الترتيب المحلي ليشمل التنافس على الصعود إلى القمة الأوروبية.
بينما تتجه الأنظار إلى الدوريات الكبرى، تبقى هذه البطولات بمثابة المسرح الحقيقي للدراما الكروية، حيث المنافسة والنضال يتواصلان حتى اللحظات الأخيرة.