مرّت ثلاث سنوات منذ أن أكمل فريق أرسنال صفقة مزدوجة جلبت ألكسندر زينشينكو وجابرييل جيسوس من مانشستر سيتي. هذه الخطوة لم تكن مجرد عملية انتقال عادية، بل كانت خطوة استراتيجية لتعزيز صفوف المدفعجية بلاعبين يتمتعان بخبرة وقوة مؤثرة، حيث كان لكل منهما دور بارز في تقديم دفعة أولية من الجودة التي انعكست على أداء الفريق بشكل ملحوظ.
أدوار حاسمة وتأثير مباشر
منذ انضمامه إلى أرسنال، ظهر جابرييل جيسوس كقوة هجومية لا يمكن إنكارها، حيث أثبت نفسه كمهاجم شرس له تأثير كبير على النتائج، خاصة في الأسابيع الأولى. أما زينشينكو، فقد أعاد تعريف دور الظهير الأيسر، حيث تميز بمستواه الهجومي وقدرته على التداخل مع وسط الملعب للمساهمة في بناء اللعب والاحتفاظ بالكرة، محققًا التوازن المطلوب داخل الفريق.
التحديات تبدأ بالظهور
على الرغم من البدايات الواعدة، جاءت السنوات اللاحقة مع تحديات واضحة، أبرزها تفوق مانشستر سيتي على أرسنال في مناسبات حاسمة. جيسوس، الذي أظهر تألقًا هجوميًا، واجه إصابات متكررة أثرت على لياقته واستقراره في الفريق، أبرزها إصابة في الرباط الصليبي الأمامي التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة. في المقابل، بدأت نقاط الضعف الدفاعية لزينشينكو تظهر بوضوح، ما جعل الخصوم يستهدفونه في هجماتهم.
مستقبل تحت المجهر
مع انتهاء عقد زينشينكو في عام 2026 وعدم إحراز تقدم بشأن تجديده، يبدو أن إدارة أرسنال بدأت تُعيد تقييم دور اللاعب الأوكراني. في حين يتمتع جيسوس بدعم أكبر نظرًا لتأثيره الحاسم قبل إصابته، يواجه زينشينكو تحديات كبيرة لإثبات مكانته، خاصة أن مركزه الحالي كظهير معكوس يضع الكثير من العبء الدفاعي عليه، وهو الأمر الذي أثبَت صعوبة بالغة في تحقيقه.
فرصة للتجديد وإعادة التوظيف
زينشينكو، الذي يبدو أكثر راحة وأداءً في مركز وسط الملعب، أظهر لمحات واعدة خلال مشاركاته مع منتخب بلاده، حيث يستطيع بحريته في العمق صناعة الفارق من خلال التمريرات الحاسمة والتحركات الذكية. هذا التألق الدولي قد يمنح أرتيتا فكرة إعادة توظيفه في مركز جديد داخل أرسنال، خاصة في ظل التغييرات المرتقبة بمركز الوسط مع احتمالات خروج لاعبين مثل توماس بارتي وجورجينيو.
رمز الإلهام وشعلة الأمل
إلى جانب أدائه على أرض الملعب، يمثل زينشينكو رمزًا إلهاميًا، ليس فقط لناديه بل أيضًا لبلاده التي تعيش ظروفًا صعبة. قدرته على التألق في أصعب الظروف تجعله قدوة للشباب الأوكراني الطموح الذي يحلم بالمشاركة في أعلى مستويات كرة القدم. أرسنال قد يجد في استمرار زينشينكو فرصة لتوظيف خبراته وقيادته لدعم مشاريعه المستقبلية.
بينما يستعد أرسنال لمواجهة التحديات المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل سيُعيد أرتيتا اختراع زينشينكو، أم ستكون هذه المرحلة الأخيرة للاعب في مسيرته شمال لندن؟ الأيام القادمة ستكشف عن الدور الذي ينتظر اللاعب وقدرته على إحداث الفرق مجددًا.