يعيش الإيطالي كارلو أنشيلوتي واحدة من أصعب فتراته على رأس الجهاز الفني لريال مدريد، حيث يواجه ضغوطًا متزايدة وسط قلق جماهيري وإعلامي حول أداء الفريق وأداء المدرب نفسه. فبعد الهزيمة الأخيرة أمام فالنسيا في الدوري الإسباني، ازداد الغموض حول قدرته على قيادة الفريق لتحقيق أهدافه هذا الموسم، خاصة مع احتدام المنافسة على لقب الليغا مع برشلونة، الذي تفصله عن ريال مدريد أربع نقاط فقط.
التحديات تتزايد.. هل يستطيع ريال مدريد إنقاذ موسمه؟
رغم الهزات التي تعرض لها الفريق، يبقى ريال مدريد منافسًا في ثلاث بطولات رئيسية، وهو ما يعكس الروح القتالية للنادي الملكي. تعثر برشلونة الأخير أمام ريال بيتيس قدّم دفعة أمل لجماهير ريال التي باتت تعول على سقوط آخر من المنافس للتقريب بين نقاط الفريقين، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم. ومع ذلك، فإن الأداء المتذبذب الذي كشفته مباريات الفريق الأخيرة يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق ذلك، خصوصًا مع استمرار المشكلات الدفاعية وضعف التنظيم.
جماهير الميرينغي غاضبة.. وصبرها بدأ ينفد
ريال مدريد تحت قيادة أنشيلوتي ظهر بصورة متذبذبة أثارت إحباط الجماهير. ضعف التماسك الدفاعي، وعدم استغلال القوة الهجومية المتاحة للفريق، أثارا الانتقادات، حيث أظهر الفريق هشاشة واضحة في 13 مباراة بالدوري هذا الموسم استقبل فيها الأهداف قبل أن يرد. كما أن عدم وجود خطة لعب واضحة أو انسجام بين النجوم جعل أداء الفريق يفتقر للجاذبية التي اعتادت عليها جماهير “سانتياغو برنابيو”.
الحالة الفنية الحالية دفعت البعض للتشكيك في قرارات أنشيلوتي التكتيكية، خاصة إصراره على توظيف لاعبين في مراكز غير مناسبة، مثل استمرار الاعتماد على لوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن، رغم أنه أصبح ثغرة يستغلها المنافسون. ورغم أن النتائج الجيدة في بعض المسابقات أنقذت المدرب مؤقتًا، إلا أن الشكوك ما زالت قائمة.
إرث أنشيلوتي مهدد.. والبدلاء قادمون
بحسب تقارير إعلامية إسبانية، يبدو أن إدارة ريال مدريد، بقيادة فلورنتينو بيريز، التي كانت داعمة لأنشيلوتي لفترة طويلة، قد بدأت تفقد صبرها. تشير التقارير إلى أن النادي يفكر جديًا في الاستعانة بمدرب آخر في الصيف المقبل، حيث يتم تداول أسماء مثل الإسباني تشابي ألونسو، المتألق مع ريال سوسيداد، أو الألماني يورغن كلوب كمرشحين بارزين لخلافة الإيطالي.
يرى البعض في النادي أن مهمة أنشيلوتي وصلت إلى نقطة النهاية، رغم الإنجازات التي حققها، وذلك بسبب المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريق هذا الموسم، والذي افتقر إلى الحيوية والطموح. ومع اقتراب الموسم من نهايته، تترقب العيون ما سيقدمه الميرينغي في المباريات القادمة، التي ستحدد مصير المدرب الإيطالي بشكل نهائي.
ريال مدريد يمر بمنعطف حساس، وبين مطرقة الجماهير وسندان الإدارة، يحتاج الفريق لإعادة اكتشاف نفسه سريعًا قبل فوات الأوان. الأهم الآن هو استمرار المنافسة بتركيز كامل، وإنهاء الموسم بأفضل صورة ممكنة للحفاظ على المكانة التي اعتاد عليها النادي الملكي عالميًا.