Site icon جريدة مانشيت

طرق دخل مبتكرة لأندية كرة القدم: كيف يصنع ريال مدريد وبرشلونة الأموال؟

ImportedPhoto.765296137.537057

تعيش كرة القدم الأوروبية حقبة جديدة مليئة بالتطورات الاقتصادية غير المسبوقة، ولم تعد الأندية الكبرى تعتمد فقط على الطرق التقليدية لجني الأرباح، بل باتت تسعى لابتكار مسارات جديدة تعكس توجهات العصر، وتضمن استمرارية النجاح المالي. وفي مقدمة هذه الأندية، يأتي ريال مدريد وبرشلونة، اللذان نجحا في التحول إلى كيانات اقتصادية عملاقة.

تحولات الملاعب إلى وجهات سياحية وترفيهية

شهد ملعب سانتياغو برنابيو تحولًا جذريًا تحت إدارة ريال مدريد، حيث لم يعد مجرد ساحة لإقامة المباريات، بل أصبح مركزًا ترفيهيًا شاملاً يوفر تجربة متكاملة للجماهير. مع إعادة الترميم التي طالت جميع جنبات الملعب، يمكن لزوار برنابيو اليوم الاستمتاع بالتسوق وتناول الطعام في المطاعم والمقاهي المتوفرة داخل الاستاد، وهو ما انعكس إيجابيًا على إيرادات النادي. فوفقًا للإحصائيات، تضاعفت عائدات المرافق التجارية أربع مرات في عام واحد، وبلغت 6.6 ملايين يورو خلال نصف موسم فقط، مع توقعات بإيرادات أعلى عند استمرار تطوير المنشآت.

على نفس النمط، يسير برشلونة بخطوات ثابتة لتحويل ملعب “كامب نو” إلى نقطة جذب سياحية من الطراز الأول. رغم تأخر أعمال الصيانة، يسعى النادي لتحويله إلى وجهة ثقافية وترفيهية، حيث يخطط لإقامة الحفلات الموسيقية وجذب أبرز الفنانين العالميين. ولزيادة الإيرادات الابتكارية، فتح النادي الكتالوني أبواب ملعبه للمشجعين لاستئجاره لتنظيم مباريات خاصة، مع بيع تذكارات مثل شباك المرمى وأجزاء من العشب، ما ساهم في تدفق آلاف اليوروهات إلى خزائنه.

التوسع في الأكاديميات لتحقيق مكاسب طويلة الأمد

تمثل الأكاديميات عنصرًا محوريًا في استراتيجية برشلونة لتحقيق الإيرادات، بفضل امتلاكه حوالي خمسين أكاديمية موزعة بين القارات الثلاث، آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. هذه المرافق ليست فقط مراكز تدريب رياضي، بل كيانات اقتصادية تولد أرباحًا ضخمة تصل إلى أكثر من 40 مليون يورو سنويًا من رسوم التسجيل وغيرها من الأنشطة المدفوعة. وبحسب تقارير الإدارة، تعمل هذه الأكاديميات بشكل مستقل عن مدرسة “لاماسيا” الشهيرة، لكنها تعزز صورة برشلونة كواحد من أعظم الأندية التي تهتم بتنشئة المواهب.

ولوج التكنولوجيا: خطوة نحو المستقبل

كجزء من التحول الرقمي الذي تعيشه كرة القدم عالميًا، أطلق ريال مدريد منصة تكنولوجية متخصصة تهدف إلى تطوير مجموعة من المشاريع المبتكرة في مجالات مثل التفاعل الرقمي مع المشجعين، الصحة الإلكترونية، والأمن السيبراني. هذه المبادرات تعدّ استثمارًا بعيد المدى، يُتوقع أن يؤدي إلى تأمين مصادر دخل جديدة للأندية.

أما برشلونة، فقد استبق منافسه التقليدي بإطلاق مشروع “بارسا إنوفيشن هاب” الذي تأسس عام 2017 ويُركز على دعم الشركات الناشئة وتطوير التكنولوجيا الرياضية. لا يقتصر دور هذا المشروع على توفير منصات للتعلم والابتكار، بل يشكّل استثمارًا يُعوّل عليه لجلب أرباح مستقبلية كبيرة، في ظل الاهتمام المتزايد بالتحول الرقمي.

الوجهة متعددة الرياضات

يشكل كل من ريال مدريد وبرشلونة نماذج استثنائية لفرق رياضية متعددة الأقسام، وهو نموذج نادر في كرة القدم الأوروبية. فعلى سبيل المثال، تمكن فريق السيدات في برشلونة من تحقيق أرباح قياسية، متجاوزًا حتى فريق الرجال وبقية الأقسام مثل كرة اليد وكرة السلة. هذا التنوع يمنح الناديين استقرارًا ماليًا، ويعزز حضورهما ككيانات رياضية متكاملة.

التحولات الاقتصادية التي أحدثها عملاقا الليغا، ريال مدريد وبرشلونة، تعكس مرحلة جديدة تتجاوز المفهوم التقليدي للأندية الرياضية. فبفضل الابتكار، الاستثمار في التكنولوجيا، والتوسع في الأكاديميات والبنية التحتية، بات الفريقان على أعتاب تحقيق استدامة مالية غير مسبوقة، مما يرشحهما للاستمرار في التفوق رياضيًا واقتصاديًا لعقود قادمة.

Exit mobile version