هل ريال مدريد المنقذ لبرشلونة؟ صفقة مثيرة تربط بيريز بأزمات لابورتا

تتوالى المفاجآت داخل أروقة نادي برشلونة الإسباني، حيث يواصل رئيسه خوان لابورتا تنفيذ خطوات جريئة لتحسين الوضع المالي المتأزم، وتحقيق المعجزات في ظل الضوابط المالية الصارمة التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني. بفضل استراتيجياته التي تجمع بين الحنكة والمخاطرة، تحول النادي من حافة الانهيار إلى استعادة توازنه المالي بأسرع مما كان متوقعًا.

كيف نجحت الرافعات الاقتصادية في إنقاذ برشلونة؟

في واحدة من أكثر الخطوات إثارة للجدل، أقدم خوان لابورتا على بيع 25% من حقوق بث النادي التلفزيونية لمدة 25 عامًا قادمة، ما فتح بابًا أمام دخول مئات الملايين إلى خزينة النادي. هذه الخطوة التي وُصفت بـ”الرافعات الاقتصادية”، شكلت حبل النجاة للنادي، حيث أعادته إلى سوق الانتقالات، وتمكن من تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد وكأنه يعيش فترة ازدهار مالي، رغم الأزمة الحقيقية المعلنة.

ما أثار الجدل الأكبر هو أن الدعم المالي الأساسي جاء من صندوق استثماري أمريكي يُدعى “Sixth Street”، والذي تربطه علاقة شراكة قوية برئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز. هذه العلاقة فتحت باب التساؤلات حول دوافع دعم بيريز لنادٍ منافس، ومدى اهتمام ريال مدريد بالحفاظ على استمرارية الكلاسيكو كحدث عالمي مهم، أو ربما وجود دوافع خفية أخرى لا يعلمها سوى قلة.

ابتكارات لابورتا في مواجهة قوانين الليجا

رئيس النادي الكتالوني أثبت مرة أخرى براعته في التلاعب المشروع بالقوانين، حيث لجأ إلى تأسيس شركة تُدعى “Locksley SL” لتقديم تمويلات ظاهرها استثمارات خارجية، لكنها في الحقيقة أموال يتم ضخها من النادي لنفسه تحت غطاء قانوني. هذه الاستراتيجية المثيرة للريبة سمحت للنادي بتسجيل لاعبيه الجدد بسهولة، ورغم وضوح التحايل المقنن، لم تقدم رابطة الليجا على اتخاذ أي إجراءات ضده.

وفي خطوة أخرى، أبرم برشلونة صفقة مشبوهة مع إحدى الشركات المسجلة في مولدوفا، التي دفعت 120 مليون يورو مقابل حقوق تسويقية، ورغم غياب السجل التجاري الواضح لتلك الشركة، إلا أن الصفقة مرت مرور الكرام. كل ذلك وسط استغراب كبير من الصحافة وعدم اتخاذ الأندية المنافسة أي تحركات قانونية ملموسة.

رابطة الليجا بين الصمت والمصالح

الصمت الغريب من رابطة الدوري الإسباني تجاه تحركات برشلونة أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير والنقاد على حد سواء. فعلى الرغم من علامات الاستفهام التي أحاطت بالعديد من الصفقات والاستثمارات داخل النادي، تجاهلت الرابطة كل ذلك. يُرجع البعض سبب هذا الموقف إلى الدور المحوري الذي يلعبه برشلونة في تسويق الليجا عالميًا، مما قد يجعل أي تصعيد ضده يؤثر سلبًا على صورة البطولة ككل.

بين ترقب الأندية المنافسة وردود فعل الصحافة، تستمر إدارة برشلونة في تنفيذ خططها المثيرة للجدل، وسط تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت هذه الخطوات قصيرة المدى ستنقلب إلى أزمات مستقبلية أم أنها ستُكلل بالنجاح الدائم.