يعيش ريال مدريد تحت وطأة أزمة حقيقية هذا الموسم، حيث تسلط الأضواء على معاناة الفريق في دقة تنفيذ ركلات الجزاء، وهو أمر يثير القلق بشأن غياب المسدد الثابت القادر على تحمل الضغط في اللحظات الحاسمة. الإخفاق صار ملحوظًا على نحو غير مسبوق، ما يفتح باب التساؤلات حول مدى تأثير ذلك على مسار الفريق في المنافسات المختلفة.
الإحصاءات غير المطمئنة لإدارة ركلات الجزاء
أهدرت كتيبة ريال مدريد هذا الموسم 5 ركلات جزاء من أصل 16، وهي نسبة تمثل تحديًا كبيرًا مقارنة بمنافسهم التقليدي، برشلونة، الذي سجل نجاحًا مطلقًا في جميع ركلاته الـ10. اللافت أن ريال مدريد حصل على العدد الأكبر من ركلات الجزاء في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم، حيث وصل عددها إلى 16 ركلة خلال 51 مباراة، لكنه فشل في استغلال هذا الرقم القياسي لصالحه.
وعلى الصعيد الأوروبي، يتصدر ريال مدريد قائمة أكثر الفرق إهدارًا لركلات الجزاء مقارنة بكبار الأندية الأخرى. يأتي بايرن ميونيخ، على سبيل المثال، في المركز الثاني بـ15 ركلة، لكنه أضاع واحدة فقط. هذا التباين يوضح فجوة كبيرة في معدل التركيز والتنفيذ بين الفريقين.
مخفقون متعددون وأزمة تهديفية متكررة
يعاني ريال مدريد من تعدد اللاعبين المخفقين في تنفيذ ركلات الجزاء هذا الموسم. كان فينيسيوس جونيور الأكثر لفتًا للأنظار بهذا الصدد، بعدما أضاع ركلتين أمام أتلتيكو مدريد وفالنسيا. كيليان مبابي بدوره انضم إلى القائمة بعدما أهدر أمام ليفربول وأتلتيك بيلباو، بينما أخفق جود بيلينغهام أمام فالنسيا في ملعب ميستايا.
أما على مستوى الركلات الناجحة، تصدر مبابي القائمة بستة أهداف، يليه فينيسيوس بثلاثة أهداف، بينما يملك بيلينغهام هدفًا واحدًا فقط من نقطة الجزاء، ما يبرز الحاجة الماسة لتحديد مسدد أول يتمتع بثبات الذهن ودقة التنفيذ.
برشلونة وليفربول.. كفاءة تهديفية مذهلة
على النقيض، يتألق فريق برشلونة في استغلال ركلات الجزاء بشكل كامل. سجل روبرت ليفاندوفسكي 8 أهداف، في حين أضاف كل من رافينيا وداني أولمو هدفًا لكل منهما. هذا الأداء يعكس استقرارًا وفاعليةً غابت بشكل ملحوظ عن غريمه التقليدي ريال مدريد.
ليفربول بدوره سجل نجاحًا في 12 من أصل 13 ركلة، وكان محمد صلاح العنصر الأبرز بأدائه الثابت، رغم إهداره ركلة وحيدة أمام ريال مدريد.
أزمات أخرى في القارة العجوز
تُظهر أرقام ميلان وأرسنال معاناة أخرى لإدارة ركلات الجزاء. ميلان أضاع 4 ركلات من أصل 5، بينما نجح أرسنال في تنفيذ 4 ركلات فقط من أصل 7 احتسبت له. هذه الأرقام تسلط الضوء على تفاوت المستويات بين الأندية الكبرى في القدرة على استثمار فرص الجزاء بشكل فعّال.
إرث ريال مدريد تحت الاختبار
ما يزيد من وقع أزمة الملكي الحالية هو المقارنة مع المواسم السابقة. لم يهدر ريال مدريد أي ركلة طوال ثلاثة مواسم ماضية، فيما سجّل في السابق أعلى نسبة إهدار عند أربع ركلات فقط خلال نفس الفترة الزمنية. هذه الإحصائيات تجعل الموسم الحالي واحدًا من الأسوأ في إدارة الفريق لركلات الجزاء، ما يفرض تحديات كبيرة أمام الطاقم الفني لمعالجة هذا الخلل.
مع استمرار المنافسات المحلية والقارية، تظل مشكلة ركلات الجزاء ملفًا مفتوحًا قد يلعب دورًا حاسمًا في رسم ملامح موسم ريال مدريد.