يشهد نادي ريال مدريد الإسباني واحدة من أكثر المعضلات إثارة في الموسم الحالي، وهي أزمة تنفيذ ركلات الجزاء التي أثرت بشكل واضح على نتائج الفريق، فلا يكاد يخلو لقاء من إهدار فرص ثمينة من علامة الجزاء، مما زاد من الضغوط على اللاعبين والنادي ككل.
جذور الأزمة وتأثيرها على نتائج الفريق
على الرغم من التفوق الذي أظهره ريال مدريد في مواجهات حاسمة مثل مباراته ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا عبر ركلات الترجيح، إلا أن هذه الانتصارات جاءت كمسكنات للأوجاع المستمرة التي خلفتها نسبة الإهدار المرتفعة. إضاعة البرازيلي فينيسيوس جونيور ركلة جزاء ضد أتلتيكو مدريد ساهم في رفع عدد الركلات المهدرة إلى خمس هذا الموسم، والتي كانت إحداها سببًا مباشرًا في هزائم الفريق أمام فالنسيا بنتيجة 2-1 في الدوري المحلي.
قرارات المدرب أنشيلوتي بشأن منفذي الركلات
وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة “ماركا” الإسبانية، قرر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي اتخاذ خطوة جديدة لتحديد منفذ ركلات الجزاء في الفترة المقبلة. ومن المقرر أن يتصدر النجم الفرنسي كيليان مبابي القائمة ليتولى هذه المهمة الحساسة بدايةً من المواجهة المرتقبة ضد أرسنال الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا. تأتي هذه الخطوة في سياق محاولة استعادة الثقة في تنفيذ الركلات، ولكنها ليست من دون مخاطرة، إذ إن مبابي ذاته ارتكب أخطاء ضد فرق مثل أتلتيك بلباو وليفربول هذا الموسم.
الخطة البديلة: بيلينغهام يدخل إلى الصورة
تحسبًا لاستمرار مشكلات التهديف من علامة الجزاء، أوضح التقرير أن الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام وُضع كخيار بديل للتصدي لهذه المهمة عند الضرورة. ورغم أن أنشيلوتي قد أشار إلى بعض اللحظات السلبية التي عانى منها بيلينغهام في التنفيذ، إلا أن إشراكه كخيار ثالث يمنح الفريق مرونة أكبر في مواجهة الضغوط.
تصريحات أنشيلوتي: بين القلق وعدم اليقين
بعد مباراة فالنسيا، أبدى أنشيلوتي قلقه الواضح من أزمة ركلات الجزاء التي يبدو أنها باتت عقبة نفسية قبل أن تكون فنية. وقال المدرب الإيطالي: “لقد كان موسمًا معقدًا بالنسبة لنا في ركلات الجزاء، فقد أضاع اللاعبون الكبار مثل مبابي وبيلينغهام وفينيسيوس أكثر من فرصة. المشكلة ليست فقط في الأقدام، ولكن في الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون”. وعندما سُئل عما إذا كان مبابي سيبقى الخيار الأول فقال: “لننتظر ونرى”، تاركًا باب التكهنات مفتوحًا.
يحمل المستقبل القريب مع مواجهة أرسنال الأوروبي تحديًا جديدًا للنادي الملكي، فهل ستنجح الاستراتيجية الجديدة لأنشيلوتي في حسم مشكلة ركلات الجزاء؟ أم أن الأزمة ستستمر لتلقي بظلالها على موسم الفريق؟ تبقى الإجابات مرهونة بما ستكشفه المواجهات القادمة.