شهدت كرة القدم المصرية على مدى العقود الماضية لحظات محورية تركت بصماتها الخالدة في كبرى البطولات القارية والدولية، وبرزت كقوة رياضية مؤثرة في ساحات المنافسة الإقليمية والدولية. تاريخ الكرة المصرية لم يقتصر فقط على الأندية والمنتخبات، بل تعدى إلى الإسهام في تغيير ملامح البطولات الكبرى ورفع مستوى التحدي فيها، وهو ما انعكس بكل وضوح عبر سلسلة من التحولات والتطورات.
بطولة “كان 2019”: خطوة فارقة في تاريخ أمم إفريقيا
عام 2019، شهد تنظيم النسخة الـ32 من بطولة كأس الأمم الأفريقية في مصر قفزة نوعية في تاريخ البطولة، حيث ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 فريقًا لأول مرة بدلاً من 16 فريقًا كما كان في النسخ السابقة. قسّمت المنتخبات إلى 6 مجموعات، وصعد إلى ثمن النهائي صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى جانب أفضل أربعة منتخبات ثالثة، مما أعطى البطولة مزيدًا من الحيوية والتشويق.
لم تكن الأرقام وحدها هي الإنجاز، حيث استُخدمت تقنية الفيديو المساعد (VAR) لأول مرة في تاريخ البطولة بداية من مرحلة ربع النهائي، لتواكب البطولة التطورات التكنولوجية العالمية في التحكيم. بالإضافة إلى ذلك، استضافت مصر البطولة لأول مرة في فصل الصيف، لتبدد عائق الشتاء الذي كان يسبب تداخلاً مع برامج الأندية الأوروبية.
وانتهت البطولة بتتويج المنتخب الجزائري باللقب المرموق بعد أداء استثنائي. إلى جانب ذلك، ارتفع عدد اللاعبين المشاركين إلى 552 لاعبًا مقارنة بـ368 لاعبًا سابقًا، مسجلة بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا.
قرارات “فيفا” تحدث تحولًا عالميًا للأندية
شهد مارس 2023 انطلاقة عهد جديد من المنافسات العالمية مع قرار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بإطلاق بطولة كأس القارات للأندية كحدث سنوي يجمع أبطال قارات العالم. النسخة الأولى من البطولة كانت شاهدة على مشاركة النادي الأهلي، بصفته بطل دوري أبطال إفريقيا، في تجسيد جديد للتنافس بين القمم العالمية.
وتعد هذه الخطوة امتدادًا لاستراتيجية “فيفا” الرامية لتعزيز المنافسات بين الأندية من كافة القارات، مستعيضًا عن النظام السنوي السابق لبطولة كأس العالم للأندية، التي ستصبح من الآن بطولة تقام كل أربع سنوات بمشاركة أكبر عدد من الفرق.
الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية بنظام جديد
النادي الأهلي، أحد أكبر رموز الكرة الإفريقية، يستعد لخوض تجربة مغايرة في بطولة كأس العالم للأندية بالنظام الجديد عام 2025. البطولة، التي ستقام في الولايات المتحدة، ستضم 32 فريقًا يمثلون الاتحادات القارية الستة، بما في ذلك 12 ناديًا أوروبيًا وأربعة أندية لكل من إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية.
وللمرة الأولى، سيُعاد تنظيم مراحل البطولة لتبدأ بمباريات دور المجموعات، يليها دور الستة عشر والربع النهائي حتى تصل إلى المباراة النهائية. كما تنوي “فيفا” إدراج تعديلات على القوانين بما في ذلك معاقبة الحراس الذين يحتفظون بالكرة أكثر من 8 ثوانٍ بركلة ركنية بدلاً من الركلة الحرة.
الهدايا المالية للبطولة أقرت بشكل جذاب للفرق المشاركة، حيث سيرفع البطل الكأس مع جائزة مالية تبلغ 125 مليون دولار، بينما ستنال الفرق الإفريقية ولآسيوية 9.55 مليون دولار كمكافأة للتأهل إلى البطولة.
كرة القدم لم تعد فقط رياضة، بل أصبحت منصة للإبداع والتغيير، وهو ما تشهده مصر دائمًا من خلال دورها الريادي في تعزيز تطور اللعبة إقليمياً وعالمياً.