تُظهر مواسم كرة القدم دائمًا تنافسًا شرسًا داخل الفرق الكبرى، وهذا بالضبط ما يجري في أروقة ريال مدريد الإسباني، حيث يبدو أن مهاجم الفريق، كيليان مبابي، بات يتقدم خطوة جديدة في مسيرته نحو النجومية المطلقة داخل “سانتياغو برنابيو”، مستفيدًا من تراجع مستوى زميله البرازيلي فينيسيوس جونيور. أزمة ركلات الجزاء كانت الحدث الذي لفت الأنظار بشكل كبير، وأشعل المنافسة بين اللاعبين في اقتسام أضواء الهجوم.
تفوق مبابي الهجومي
أرقام كيليان مبابي أصبحت خير دليل على تربعه على عرش الهجوم المدريدي هذا الموسم. اللاعب الفرنسي سجل 32 هدفًا في مختلف المسابقات، متفوقًا بفارق 13 هدفًا على البرازيلي فينيسيوس، الذي لم يتمكن من إحراز سوى 19 هدفًا فقط. ورغم أن كلا اللاعبين يحمل مهامًا هجومية ثقيلة على كاهلهما، إلا أن الصيام التهديفي لفينيسيوس خلال الأسابيع الماضية، خاصة في دوري أبطال أوروبا، أدى إلى فقدان تأثيره المتوقع في المواجهات الكبرى.
أما بالنسبة لمسابقة الليغا، فقد اكتفى فينيسيوس بثلاثة أهداف فقط في أول عشر مباريات له هذا العام، في حين كان مبابي أكثر إقناعًا، مستعرضًا إمكانياته التهديفية بمعدل هدف في كل مباراة تقريبًا. اللافت أن جزءًا من تأثير مبابي يكمن في حضوره الحاسم خلال اللحظات الكبرى، مثل تسجيله “هاتريك” أمام بلد الوليد وأهدافه المصيرية في دوري الأبطال.
الدور الحاسم لركلات الجزاء
مع تكرار الأزمة التي شهدتها ركلات الجزاء الضائعة لريال مدريد، جاء قرار المدرب كارلو أنشيلوتي بسحب هذه المسؤولية من فينيسيوس ومنحها لمبابي، وهو ما يؤكد مجددًا الثقة الكبيرة التي يضعها الجهاز الفني في المهاجم الفرنسي. وبالرغم من أن مبابي كان قد واجه سوء حظ مشابهًا في النصف الأول من الموسم، إلا أنه سرعان ما استعاد توازنه ليحرز أهدافًا بالغة الأهمية في مختلف البطولات، مؤكداً قيمته كلاعب لا غنى عنه للنادي.
ضغوط نفسية أثرت على فينيسيوس
في المقابل، يبدو أن اللاعب البرازيلي يقف في مواجهة أزمات تتعدى حدود الملعب. توتراته المتكررة مع الخصوم والحكام وحتى مع زملائه داخل الفريق، أثرت بشكل كبير على مستواه وأدائه. تقارير متعددة أشارت إلى مشاكل في غرفة الملابس، حيث طلب بعض اللاعبين إيقافه مؤقتًا بسبب عصبيته الزائدة، الأمر الذي زاد من حدة الانتقادات الموجهة له.
المدرب كارلو أنشيلوتي حاول توجيه اللاعب لاستعادة مستواه من خلال تخصيص نصائح، ولكن ذلك لم يمنع فينيسيوس من الاعتراض أحيانًا، لتنتقل المشكلة إلى ساحات أوسع، حيث دخلت الصحافة العالمية على خط الحديث عن مستقبله واحتمالية رحيله عن الفريق في ظل اهتمام أندية كبرى، بما في ذلك عروض ضخمة من الدوري السعودي.
هل يمهد مبابي الطريق للكرة الذهبية؟
في ظل الوهج الذي يعيشه مبابي مع ريال مدريد، بات الحديث عن الكرة الذهبية يعود إلى الأذهان مرة أخرى. أهدافه الحاسمة في كل البطولات، خاصة في دوري أبطال أوروبا، جعلته أحد الأسماء المرشحة بقوة للظفر بالجائزة المرموقة في عام 2025. وتعززت فرصه بعد أدائه الرائع في الأدوار الإقصائية، حين قاد فريقه للتأهل بتسجيله “هاتريك” مجنون أمام مانشستر سيتي في إياب دور الـ16.
الطريق يبدو محفوفًا بالتحديات لكلا اللاعبين، لكن الحاضر يقول إن مبابي هو من يصنع الفارق ويستمر في أسر قلوب جماهير الميرينغي، بينما يحتاج فينيسيوس إلى مراجعة ذاتية سريعة لإعادة اكتشاف إمكانياته والعودة مرة أخرى إلى الواجهة كلاعب مؤثر ومحبوب في القلعة الملكية.