يشهد عالم كرة القدم الأوروبية تنافسًا مستمرًا بين الأندية الكبرى لتحقيق الألقاب التي تعزز مكانتها التاريخية، ويتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز المشهد بفضل صراع الأندية العريقة على القمم. ورغم خسارة ليفربول في الجولة الـ31 أمام فولهام، إلا أن احتمالية تتويجه بلقب الدوري هذا الموسم تبدو قريبة جدًا، في ظل الفارق الكبير مع أرسنال وتذبذب نتائجه، مما يجعل الأنظار تتجه نحو لحظة تاريخية يترقبها عشاق “الريدز” بفارغ الصبر.
ليفربول على أعتاب “النجمة العشرين”
مع اقتراب تحقيق لقب الدوري، سيزين ليفربول قميصه بـ”النجمة العشرين”، وهو إنجاز طال انتظاره لعقود. تؤكد الإحصائيات الحالية أن احتمالية التتويج تصل إلى 99.4%، وفقًا لبيانات شركة أوبتا. وإذا تم تحقيق هذا الحلم، سيكون اللقب العشرون هو الأول منذ عام 2020 حين حصد “الريدز” لقبه التاسع عشر بعد غياب دام ثلاثين عامًا كاملة.
تاريخيًا، انطلق ليفربول نحو التتويج الأول بلقب الدوري في عام 1901، متقدمًا على أقرب المنافسين مثل مانشستر يونايتد، الذي حقق أول ألقابه بعد سبع سنوات. لكن رغم تلك البداية المبكرة، كان الانتظار طويلاً حتى هذه اللحظة المرتقبة للوصول إلى الرقم الرمزي 20، الذي حققه “الشياطين الحمر” في عام 2013، ليختتم به آخر ألقابه المحلية.
المشهد الأوروبي وصراع القمم
إذا نجح ليفربول في إضافة “النجمة العشرين” إلى سجل بطولاته، سينضم إلى قائمة الأندية الأوروبية الكبرى التي وصلت لهذا الرقم، ولكنه سيحتل المركز الأخير بين عمالقة القارة. إنتر ميلان تمكن من تحقيق هذا الإنجاز قبل عشر سنوات، في حين سبقهم مانشستر يونايتد بتحقيقه خلال 105 أعوام. أما ريال مدريد، فكان أسرع الأندية وصولاً لهذا الرقم، حيث احتاج إلى 48 عامًا فقط من أول لقب للدوري الإسباني ليصل للإنجاز العشرين.
المقارنة مع الأندية الأوروبية الأخرى تكشف عن تفوق واضح لأندية مثل بايرن ميونيخ ويوفنتوس وبرشلونة، التي تركت بصمة واضحة في التاريخ، لكنها جميعًا وقفت خلف “الملكي”، الذي لا يزال يتصدر مشهد أسرع الأندية تحقيقًا لهذه الإنجازات.
ريادة الإسبان وسيطرة البافاري
على صعيد الأندية التي تجاوزت حاجز “النجمة الثلاثين”، يواصل ريال مدريد تصدره قائمة الإنجازات التاريخية، ببلوغه هذا الرقم في الدوري الإسباني خلال 75 عامًا، بفارق زمني قصير من لقبه العشرين. لكن بايرن ميونيخ اقترب من هذا الرقم بشكل مخيف، خاصة مع سيطرته المطلقة على الدوري الألماني في السنوات الأخيرة، حيث حقق اللقب الثلاثين بعد 14 عامًا فقط من وصوله إلى النجمة العشرين.
أما يوفنتوس، فلم يكن بعيدًا عن الكبار، إذ احتاج إلى 32 عامًا فقط للانتقال من العشرين لقبًا إلى الثلاثين، مستعرضًا هيمنته المطلقة على الكرة الإيطالية خلال العقود الماضية. ورغم تأخر برشلونة في اللحاق بالكبار، إلا أن مشواره كان حافلًا بالإنجازات التي أوصلته إلى الرقم نفسه، ليظل في قلب المنافسة.
الانتظار الطويل والمجد القادم
كان انتظار ليفربول للقب العشرين طويلاً ومليئًا بالتقلبات، لكنه الآن أقرب من أي وقت مضى لإكمال هذا الفصل الجديد في تاريخه الأسطوري. عشاق الكرة حول العالم يترقبون بشغف هذه اللحظة، التي ستضع “الريدز” في قائمة الكبار إلى الأبد، مع إصراره على استعادة مكانته بين الصفوة في الكرة الأوروبية.