في تطور درامي، أعلن نادي ساوثامبتون الإنجليزي عن رحيل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش رسميًا، وذلك بعد تأكد هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز. هذه الخطوة جاءت عقب خسارة الفريق أمام توتنهام بنتيجة 3-1 ضمن منافسات الجولة الـ31 من البطولة، ما وضع حدًا لمحاولات البقاء التي كانت تبدو شبه مستحيلة.
مسيرة قصيرة ومخيبة للآمال
تولى إيفان يوريتش قيادة ساوثامبتون لمدة 108 أيام فقط، بموجب عقد يمتد لـ18 شهرًا، لكنه يتضمن بندًا يتيح إنهاء التعاقد بنهاية الموسم. خلال فترته القصيرة، خاض الفريق تحت قيادته 14 مباراة خسر منها 12 مواجهة، ولم يحقق سوى فوز وحيد على إبسويتش تاون بنتيجة 2-1 في فبراير الماضي. هذه النتائج المخيبة وضعت المدرب في دائرة الانتقادات وجعلت مستقبله مع الفريق منتهياً حتى قبل إكمال موسمه الأول.
القيادة المؤقتة حتى نهاية الموسم
قرر النادي أن يتولى سيمون راسك، مساعد المدرب، قيادة الفريق بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم، وهي المرة الثانية التي يتم فيها اللجوء إليه كحل انتقالي. سينضم إلى الجهاز الفني المؤقت لاعب الفريق آدم لالانا، الذي لعب هذا الموسم 14 مباراة وقدم أدائين بارزين بصناعة هدفين، بالإضافة إلى مشاركاته المحدودة في بطولات الكأس. لالانا، الذي يُعد أحد أبرز خريجي أكاديمية ساوثامبتون، يعود إلى الفريق هذا الموسم بعد رحلة احترافية شملت ليفربول وبرايتون.
تصريحات المدرب بعد الإقالة
عقب إقالته، تحدّث يوريتش عن الفارق الكبير بين مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى “تشامبيون شيب”، مشيراً إلى أن لاعبي الفريق لم يتمكنوا من التكيف مع هذا الانتقال السريع، وهو الأمر الذي رأى أن فرقًا مثل ليستر سيتي وإبسويتش تاون تعاني منه أيضاً.
هبوط تاريخي وحصيلة كارثية
شهد ساوثامبتون هبوطًا تاريخيًا ليصبح أول فريق يهبط رسميًا قبل 7 جولات من نهاية موسم الدوري الإنجليزي، وهو رابع حالة مشابهة تحدث في تاريخ البطولة. كما أن الفريق سجل رقماً سلبياً جديداً بخسارته 25 مباراة من أصل 31 مباراة لعبها هذا الموسم، ليكرر بذلك أرقام سلبية لفرق مثل سندرلاند وشيفيلد يونايتد في مواسم سابقة.
رحلة الصعود ثم الانهيار
وصل ساوثامبتون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بعد رحلة استثنائية في دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، حيث خاض سلسلة مذهلة من 22 مباراة دون هزيمة. الفريق توج هذا الجهد بالفوز على ليدز يونايتد في نهائي الملحق بملعب ويمبلي، إلا أن التحديات على مستوى الدرجة الممتازة أثبتت أنها خارج نطاق قدراته، ما أدى إلى هذا الهبوط المرير.
تظل قصة ساوثامبتون هذا الموسم شاهدة على قسوة المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي لا يرحم سوى أولئك المستعدين لمواجهة ضغوطه الهائلة بقدرات مادية وفنية استثنائية.